[
<H2>عدل] آريوس
ولد آريوس في قورينا ( ليبيا الحالية) عام 270 م ، لأب اسمه أمونيوس من أصل ليبي أو أمازغي(بربري)[3]. تلقى تعليمه اللاهوتى في أنطاكية في مدرسة لوسيان الانطاكي ، وعندما ذهب إلى الاسكندرية وخدم فيها سامه البابا بطرس بابا الأسكندرية شماساً على حي بوكاليس بالإسكندرية عام 313 . وأسقُف كنيسة بوكاليس Baucalis في الإسكندرية، كان آريوس ذا موهبة في الخطابة فصيحاً بليغاً قادراً على توصيل أفكارة بسلاسة بين العامة والمفكرين، ونشر آريوس أفكاره عن المسيح مستغلاً مركزه كشماس وواعظ في الأسكندرية.
أضحى آريوس رمزاً للتوحيد، حتى أنّ كلّ من جاء بعده وأنكر التّثليث وُصم بأنه آريوسي أو أرياني، نسبةً إلى مذهبه المعروف بالأريانية [4].
[عدل] معتقدات المذهب
تنصّ عقيدة التوحيد المسيحي التي تبنّاها آريوس، على أن »الله واحدٌ فَردٌ غير مولود، لا يشاركه شيء في ذاته تعالى. فكل ما كان خارجاً عن الله الأحَد إنما هو مخلوق من لا شيء، وبإرادة الله ومشيئته«. وهذا يعني أن المسيح ، ضمن هذا التّعريف، بشرٌ مخلوق.
لايعتقد هذا المذهب بألوهة المسيح ويقول بأن الإبن الكلمة { المسيح } ليس بإله فهو مولود من الله الآب لذلك فإن علاقته مع الآب هي علاقة بنوة وليست مساواة أو مشاركة في ذات الطبيعة الإلهية ، وعلى هذا فالكلمة ليس أزلي ولكن مخلوق خاضع لله .
تتلخص أفكار آريوس عن السيد المسيح في أنه كان يرى أن المسيح غير أزلي وأنه جاء في وقت لم يكن المسيح فيه موجوداً، وهو قد خرج من العدم مثل باقي خلائق الله وبحسب قصد الله ومشيئته، وهو ليس إلهاً كما يعتقد المسيحيون، وأن للمسيح معرفة محدودة ولا يستطيع أن يعلن لنا الآب بصورة كاملة وواضحة، ولأنه مخلوق إلهي فإن الله قد منحه الحق في أن يسلك طريق الصلاح أو أن يصير كالشيطان، على أن الله كان قد سبق وقرر أن يسلك الابن يسوع المسيح طريق الصلاح والكمال.
يقول آريوس إنّ يسوع المسيح لعب دوراً مميزاً في خلق العالـم المادي وفدائه، ولكنه ليس اللـه ذاته. فلا يمكن إلاّ أن يكون هناك إله واحد، ولهذا فلا بد أن يكون المسيح قد خلق في زمن ما. ولا بد أن يكون المسيح (ككل الخليقة) معرضاً للتغير والخطيئة، وأنه (مثل كل الكائنات المخلوقة) لا يملك معرفة حقيقة لفكر اللـه.
ولكي يواجه آريوس مخالفيه، استعان ببضع آيات من الكتاب المقدس ليثبت بها صحة أفكاره ، من هذه الآيات:
[عدل] رأي الكنيسة
يُعدُّ آريوس، من وجهة النّظر الأرثوذُكسية، هرطقيّاً أو زنديقاً شكّل خطراً على العقيدة المسيحيّة طوال عشرة القرون الأولى من تاريخ المسيحيّة. ويقوم خلافه مع الكنيسة على أطروحة واحدة، هي أن يسوع كائنٌ فانٍ ليس إلهياً بأي معنى، وليس بأي معنى شيئاً آخر سوى معلّم يُوحى إليه.
رفض آباء الكنيسة هذا المذهب وذلك في أول مجمع مسكوني في تاريخ المسيحية عام 325 م وكان خلافهم مع المذهب الاريوسى البذرة في عمل هذا المجمع بعد الخلاف الذي نشب بين اريوس (أحد قساوسة الكنيسة السكندرية) و الكسندر(بطريرك كنيسة الاسكندرية) وهو مجمع نيقية حيث صاغوا القسم الأول من قانون الإيمان الذي يقول بإلوهة المسيح وتساويه فيها مع الآب ، وأعلنوا حرمان آريوس وجميع أتباعه ، ولكن هذا لم يوقف انتشار الآريوسية بين مسيحيي ذلك الزمان بعد أن استغلت سياسيا فانتشرت في مصر والشام و العراق و آسيا الصغرى ، حتى أصبحت سنة 359 م المذهب الرسمي للإمبراطورية الرومانية .
وفي وقت لاحق تفرعت عن هذا المذهب اتجاهات عديدة ، فظهر اتجاه يؤمن بصحة نص قانون الإيمان النيقاوي مع التشكيك بمساواة الابن للآب في الجوهر الإلهي ، وسميت هذه الفرقة بأشباه الآريوسيين .
وظهر اتجاه آخر يرفض قانون الإيمان النيقاوي رفضا قاطعا على أساس أن طبيعة الابن مختلفة عن تلك التي للآب ، وبرز أيضا اتجاه ثالث يعتقد بأن الروح القدس هو خليقة ثانوية أيضا.
عام 361 م أصبح فالنتس الامبراطور الجديد على العرش الروماني ومع بداية عهده عادت نصاب المسيحية في الإمبراطورية إلى ما كانت عليه من قبل ، فأًعلن أن العقيدة التي أقرها آباء الكنيسة في مجمع نيقية هي العقيدة الرسمية للامبراطورية كلها ، لاحقا عام 381 م ثبتت الكنيسة مجددا هذه العقيدة في مجمع القسطنطينية .
[عدل] اتباع المذهب
لقيت هذه العقيدة أنصاراً كثيرين في الإسكندرية في أوساط الطبقات الدّنيا وخارجها، أما على صعيد الحكام فإن الإمبراطور البيزنطي قُنسطنطينوس ابن قُنسطنطين أعلن نفسه آريوسياً.
ومع مجيء العام 359 م حلّت الآريوسية محلّ المسيحية الرّومانية. وعلى الرّغم من شجبها في مَجمَع القسطنطينيّة عام 381 م، استمرّت هذه العقيدة بالانتشار وبكسب أنصار جُدد، حتى إذا كان القرن الخامس كانت كل أسقفية في العالم المسيحي إما آريوسية أو شاغرة [1].
ومما تجدر الإشارة إليه، أن مذهب التّوحيد الآريوسي كان موجوداً في نواحي الشام والتّخوم الشمالية للجزيرة العربية، زمن البعثة النّبوية وقيام الدّعوة الإسلاميّة بالقرن السّابع الميلادي بالإضافة انه كان المذهب المتبع في مصر زمن فتحها مم سهل على الفاتحين للقطر المصري فتحها دون عناء يذكر وتبعه اتباع الاقباط المصريون للإسلام كدين توحيدى خالص.
ورد ذكر هذا المذهب في كتاب الرّسول إلى »هِرَقل عظيم الرّوم« (أي الإمبراطور البيزنطي هراكليوس الأول)، الذي يدعوه فيه إلى الإسلام:
[عدل] الاريوسية في هذا العصر
جماعة شهود يهوه في عصرنا ، تستخدم ذات الأفكار التي إستخدمها آريوس قديماً، بل يستخدمون نفس المقاطع الكتابية ، و ينادون بأن المسيح ليس هو الله، بل إله، وهو ليس واحد مع الله في الجوهر، لكنه مخلوق من مخلوقات الله، فهو بكر خلائق الله.</H2>
<H2>عدل] آريوس
ولد آريوس في قورينا ( ليبيا الحالية) عام 270 م ، لأب اسمه أمونيوس من أصل ليبي أو أمازغي(بربري)[3]. تلقى تعليمه اللاهوتى في أنطاكية في مدرسة لوسيان الانطاكي ، وعندما ذهب إلى الاسكندرية وخدم فيها سامه البابا بطرس بابا الأسكندرية شماساً على حي بوكاليس بالإسكندرية عام 313 . وأسقُف كنيسة بوكاليس Baucalis في الإسكندرية، كان آريوس ذا موهبة في الخطابة فصيحاً بليغاً قادراً على توصيل أفكارة بسلاسة بين العامة والمفكرين، ونشر آريوس أفكاره عن المسيح مستغلاً مركزه كشماس وواعظ في الأسكندرية.
أضحى آريوس رمزاً للتوحيد، حتى أنّ كلّ من جاء بعده وأنكر التّثليث وُصم بأنه آريوسي أو أرياني، نسبةً إلى مذهبه المعروف بالأريانية [4].
[عدل] معتقدات المذهب
تنصّ عقيدة التوحيد المسيحي التي تبنّاها آريوس، على أن »الله واحدٌ فَردٌ غير مولود، لا يشاركه شيء في ذاته تعالى. فكل ما كان خارجاً عن الله الأحَد إنما هو مخلوق من لا شيء، وبإرادة الله ومشيئته«. وهذا يعني أن المسيح ، ضمن هذا التّعريف، بشرٌ مخلوق.
لايعتقد هذا المذهب بألوهة المسيح ويقول بأن الإبن الكلمة { المسيح } ليس بإله فهو مولود من الله الآب لذلك فإن علاقته مع الآب هي علاقة بنوة وليست مساواة أو مشاركة في ذات الطبيعة الإلهية ، وعلى هذا فالكلمة ليس أزلي ولكن مخلوق خاضع لله .
تتلخص أفكار آريوس عن السيد المسيح في أنه كان يرى أن المسيح غير أزلي وأنه جاء في وقت لم يكن المسيح فيه موجوداً، وهو قد خرج من العدم مثل باقي خلائق الله وبحسب قصد الله ومشيئته، وهو ليس إلهاً كما يعتقد المسيحيون، وأن للمسيح معرفة محدودة ولا يستطيع أن يعلن لنا الآب بصورة كاملة وواضحة، ولأنه مخلوق إلهي فإن الله قد منحه الحق في أن يسلك طريق الصلاح أو أن يصير كالشيطان، على أن الله كان قد سبق وقرر أن يسلك الابن يسوع المسيح طريق الصلاح والكمال.
| إذا كان اللـه الآب مطلق الكمال، ومطلق السمو، ومطلق الثبات، وإذا كان منشئ كل الأشياء دون أن يكون ذاته صادراً عن أي شيء آخر فإنه من الواضح أنّ كل شيء وكل شخص آخر في العالـم منفصل عن اللـه." ويضيف آريوس "إذا كان كل شيء منفصلاً عن اللـه، فلا بد إذاً أن يكون يسوع أيضاً منفصلاً عن اللـه." | |
—آريوس |
ولكي يواجه آريوس مخالفيه، استعان ببضع آيات من الكتاب المقدس ليثبت بها صحة أفكاره ، من هذه الآيات:
- " الرب قناني أول طريقه، من قبل أعماله منذ القدم" (أمثال 8 : 22).
- "فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه انتم ربا ومسيحا" (أعمال الرسل 2 : 36).
- "الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة فانه فيه خلق الكل ما في السماوات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا آم سيادات آم رياسات آم سلاطين الكل به وله قد خلق" (كولوسي1 : 15-16).
[عدل] رأي الكنيسة
يُعدُّ آريوس، من وجهة النّظر الأرثوذُكسية، هرطقيّاً أو زنديقاً شكّل خطراً على العقيدة المسيحيّة طوال عشرة القرون الأولى من تاريخ المسيحيّة. ويقوم خلافه مع الكنيسة على أطروحة واحدة، هي أن يسوع كائنٌ فانٍ ليس إلهياً بأي معنى، وليس بأي معنى شيئاً آخر سوى معلّم يُوحى إليه.
رفض آباء الكنيسة هذا المذهب وذلك في أول مجمع مسكوني في تاريخ المسيحية عام 325 م وكان خلافهم مع المذهب الاريوسى البذرة في عمل هذا المجمع بعد الخلاف الذي نشب بين اريوس (أحد قساوسة الكنيسة السكندرية) و الكسندر(بطريرك كنيسة الاسكندرية) وهو مجمع نيقية حيث صاغوا القسم الأول من قانون الإيمان الذي يقول بإلوهة المسيح وتساويه فيها مع الآب ، وأعلنوا حرمان آريوس وجميع أتباعه ، ولكن هذا لم يوقف انتشار الآريوسية بين مسيحيي ذلك الزمان بعد أن استغلت سياسيا فانتشرت في مصر والشام و العراق و آسيا الصغرى ، حتى أصبحت سنة 359 م المذهب الرسمي للإمبراطورية الرومانية .
وفي وقت لاحق تفرعت عن هذا المذهب اتجاهات عديدة ، فظهر اتجاه يؤمن بصحة نص قانون الإيمان النيقاوي مع التشكيك بمساواة الابن للآب في الجوهر الإلهي ، وسميت هذه الفرقة بأشباه الآريوسيين .
وظهر اتجاه آخر يرفض قانون الإيمان النيقاوي رفضا قاطعا على أساس أن طبيعة الابن مختلفة عن تلك التي للآب ، وبرز أيضا اتجاه ثالث يعتقد بأن الروح القدس هو خليقة ثانوية أيضا.
عام 361 م أصبح فالنتس الامبراطور الجديد على العرش الروماني ومع بداية عهده عادت نصاب المسيحية في الإمبراطورية إلى ما كانت عليه من قبل ، فأًعلن أن العقيدة التي أقرها آباء الكنيسة في مجمع نيقية هي العقيدة الرسمية للامبراطورية كلها ، لاحقا عام 381 م ثبتت الكنيسة مجددا هذه العقيدة في مجمع القسطنطينية .
[عدل] اتباع المذهب
لقيت هذه العقيدة أنصاراً كثيرين في الإسكندرية في أوساط الطبقات الدّنيا وخارجها، أما على صعيد الحكام فإن الإمبراطور البيزنطي قُنسطنطينوس ابن قُنسطنطين أعلن نفسه آريوسياً.
ومع مجيء العام 359 م حلّت الآريوسية محلّ المسيحية الرّومانية. وعلى الرّغم من شجبها في مَجمَع القسطنطينيّة عام 381 م، استمرّت هذه العقيدة بالانتشار وبكسب أنصار جُدد، حتى إذا كان القرن الخامس كانت كل أسقفية في العالم المسيحي إما آريوسية أو شاغرة [1].
ومما تجدر الإشارة إليه، أن مذهب التّوحيد الآريوسي كان موجوداً في نواحي الشام والتّخوم الشمالية للجزيرة العربية، زمن البعثة النّبوية وقيام الدّعوة الإسلاميّة بالقرن السّابع الميلادي بالإضافة انه كان المذهب المتبع في مصر زمن فتحها مم سهل على الفاتحين للقطر المصري فتحها دون عناء يذكر وتبعه اتباع الاقباط المصريون للإسلام كدين توحيدى خالص.
ورد ذكر هذا المذهب في كتاب الرّسول إلى »هِرَقل عظيم الرّوم« (أي الإمبراطور البيزنطي هراكليوس الأول)، الذي يدعوه فيه إلى الإسلام:
| بسم الله الرّحمن الرّحيم، من محمّد عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الرّوم، سَلامٌ على من اتّبع الهُدى، أمّا بعدُ: فإني أدعوك بدعاية الإسلام: أسلِمْ تَسلمْ، يُؤتِك الله أجرَك مرّتين، فإن تولّيتَ، فإنّ عليك إثمَ الارسيين | |
—كتاب الرّسول إلى هِرَقل عظيم الرّوم |
[عدل] الاريوسية في هذا العصر
جماعة شهود يهوه في عصرنا ، تستخدم ذات الأفكار التي إستخدمها آريوس قديماً، بل يستخدمون نفس المقاطع الكتابية ، و ينادون بأن المسيح ليس هو الله، بل إله، وهو ليس واحد مع الله في الجوهر، لكنه مخلوق من مخلوقات الله، فهو بكر خلائق الله.</H2>