تصحيح أخطاء لغوية شائعة (1) إن من الغلط أن يقال مثلا : هذه التذكرة تُخَوّل لصاحبها حق الدخول بدون أجر ، وإن لفلان من الحقوق ما يخوّل له المطالبة بها . وافعل ( خوّل ) بمعنى أعطى يتعدّى إلى مفعولين ، ومن الخطأ دخول اللام على مفعوله الأول من غير مسوّغ . فيجب أن يقال : هذه التذكرة تخوّل صاحبها الدخول بدون أجر ، وإن لفلان من الحقوق ما يخوّله المطالبة بها .
ومثل هذا غلطهم في استعمال الفعل ( أعطى ) ، فيقولون مثلا : أعطيت له كتابا وأعطى المحسن للفقير ما يكفيه . والفعل ( أعطى ) يتعدى إلى المفعولين بنفسه ، فلا تدخل اللام على أحد مفعوليه مع تأخره عن الفعل . والصواب أن يقال : أعطيته كتابا .
ويقع مثل هذا الغلط في الفعل منح ، فيقولون مثلا : تـُمنح الجوائز للفائزين ، ويقولون يُطعم الخادم فوق ما يُمنح له من أجر . والفعل ( منح ) كالفعل ( أعطى ) يتعدّى إلى مفعولين بنفسه ، ومن الخطأ دخول اللام على أحد مفعوليه بلا مسوّغ ، فالصواب أن يقال يُمنح الفائزون جوائز ويُطعم الخادم فوق ما يُمنحه من أجر .
***
ويقولون : تكبّد فلان المشاق بمعنى أنه قاسى من الأمور ما فيه من شدة وعنت . والأولى أن يقال : كابدت الأمر ، أي قاسيت شدته . ويقال أيضا : أكبدم الأمر ، أي شق عليهم وأرهقهم ، وفي الحديث : " أكبدهم البرد " أي شق عليهم ز والفعلان ( كابد ) و ( أكبد ) مأخوذان من الكـَبَد ، وهو المشقة ، أما الفعل ( تكبّد ) فلم تستعمله العرب في مقاساة المشقة ، وإنما جاء مأخوذا من ( الكـَبـِد ) وهو جزء معروف من أجزاء الجسم ، ويطلق الكـَبـِد على وسط الشيء . قالت العرب :تكبدت الشمس السماء ، أي صارت في كبدها ، وتكبد اللبن ، أي غَلـُظ حتى صار كالكبد ، وتكبدتُ الفلاة ، أي قصدت وسطها . فإذا قصد قاصد مِنْ ( تكبّد المشاق ) أنه تغلغل في وسطها وأنه تجاوز أطرافها ودخل في غمرتها ، جاز له على ضرب من التجوّز .
***
ومن الغلط قولهم : التحق فلان بمدرسة كذا وشروط الالتحاق بها كذا ؛ لأن الفعل ( التحق ) لم نعثر عليه في المعجمات المعتمدة التي بين أيدينا ، وليس ( التحق ) في اللغة مطاوعا الفعل ( ألحق ) .. إنما نقول : ألحقت محمدا بعلي فلحق . والصواب أن يقال ألحقته بمدرسة كذا فلحق وشروط اللحاق بها كذا .
***
ويغلطون فيقولون : فلان يتجوّل في البلاد ، والفعل ( تجوّل ) لم نعثر عليه في اللغة ، وإنما يقال : جال فلان جولانا ووجوّل تجوالا واجتال اجتيالا وانجال انجيالا ، وكل هذه الأفعال بمعنى طوّف . فالصواب أن نختار أحد هذه الألإعال الأربعة ففيها كفاية وفيها غناء وأن يقال : فلان يجول في البلاد أو يجوّل أو يجتال أو ينجال .
***
ومن هذا النوع استعمال الفعل ( تنازل ) ، فيقولون مرة : تنازل فلان عن حقه ، ويقولون أخرى :تنازل فلان بالحضور إلى الحفلة وكان حسنا منه هذا التنازل . والفعل ( تنازل ) لا يكون إلا في نزال المتقاتلين في الحرب . يقال : تنازل الفارسان إذا نزل كل منهما في مقابلة صاحبه لقتاله ، والأولى أن يقال : نزل فلان عن حقه وتفضل فلان بالحضور . على أن التنازل عن البيع والحق قد جاء في عبارات الفقهاء ولا بأس في استعماله بهذه الصورة .
***
ومن الأغلاط الشائعة قولهم : إن الواجب يلزمني بمساعدة المعوزين . والفعل ألزم لا يتعدّىبالباء وإنما يتعدّى بنفسه ، تقول : ألزمته العمل وألزمته المال ، أي أوجبته عليه . فالصواب أن يقال : إن الواجب يلزمني مساعدة المعوزين .
***
ومن الغلط قولهم : دعّم فلان البناء بالتضعيف ، وكانت دعوى فلان مدعّمة بالدليل .والفعل المجرد ( دعَم ) متعد بنفسه وليس في حاجة إلى وسيلة أخرى ، ولم نجد الفعل (دعّم ) في المعجمات التي نرجع إليها . والصواب أن يقال : دعَم فلان البناء ودعوى مدعومة بالدليل .
***
ويستعملون الفعل ( عقّم ) مكان الفعل ( عـَقـَم ) و ( أعقم ) فيقولون مثلا : عقـّم الطبيب المبضع ، وقطن معقـّم . والأولى أن يقال : عَقـَم الطبيب المبضع و أعقمه ، وقطن معقوم أو مُعْقم .
***
ومن الأغلاط الشائعة قولهم : أنا كطبيب أقول كذا وهو كمهندس يقول كذا ، وذوق العربية يقتضي أن كاف التشبيه تدخل على غير المشبه . والصواب أن يقال : أنا طبيبا أقول كذا وهومهندسا يقول كذا .
***
ومن ذلك استعمال كلمة ( الكاد ) في التعبير عن الحصول على الشيء بمشقة ، فيقولون : استمرّ فلان يمشي طول النهار وبالكاد وصل إلى المدينة عند الغروب .وهذا التعبير بهذه الصورة لم يرد عن العرب ولا عن المولدين من بعدهم ؛ لأن ( الكاد ) مصدر من مصادر ( كاد ) التي للمقاربة ولم تستعمل العرب هذه المصادر في هذا المعنى وإنما استعملوا الفعل ، فيولون : استمرّ فلان يمشي طول النهار ولم يكد يصل إلى المدينة إلا عند الغروب .
===========
لا تنسوا الدعاء لي بالهداية والتوفيق
حسن غريب
ومثل هذا غلطهم في استعمال الفعل ( أعطى ) ، فيقولون مثلا : أعطيت له كتابا وأعطى المحسن للفقير ما يكفيه . والفعل ( أعطى ) يتعدى إلى المفعولين بنفسه ، فلا تدخل اللام على أحد مفعوليه مع تأخره عن الفعل . والصواب أن يقال : أعطيته كتابا .
ويقع مثل هذا الغلط في الفعل منح ، فيقولون مثلا : تـُمنح الجوائز للفائزين ، ويقولون يُطعم الخادم فوق ما يُمنح له من أجر . والفعل ( منح ) كالفعل ( أعطى ) يتعدّى إلى مفعولين بنفسه ، ومن الخطأ دخول اللام على أحد مفعوليه بلا مسوّغ ، فالصواب أن يقال يُمنح الفائزون جوائز ويُطعم الخادم فوق ما يُمنحه من أجر .
***
ويقولون : تكبّد فلان المشاق بمعنى أنه قاسى من الأمور ما فيه من شدة وعنت . والأولى أن يقال : كابدت الأمر ، أي قاسيت شدته . ويقال أيضا : أكبدم الأمر ، أي شق عليهم وأرهقهم ، وفي الحديث : " أكبدهم البرد " أي شق عليهم ز والفعلان ( كابد ) و ( أكبد ) مأخوذان من الكـَبَد ، وهو المشقة ، أما الفعل ( تكبّد ) فلم تستعمله العرب في مقاساة المشقة ، وإنما جاء مأخوذا من ( الكـَبـِد ) وهو جزء معروف من أجزاء الجسم ، ويطلق الكـَبـِد على وسط الشيء . قالت العرب :تكبدت الشمس السماء ، أي صارت في كبدها ، وتكبد اللبن ، أي غَلـُظ حتى صار كالكبد ، وتكبدتُ الفلاة ، أي قصدت وسطها . فإذا قصد قاصد مِنْ ( تكبّد المشاق ) أنه تغلغل في وسطها وأنه تجاوز أطرافها ودخل في غمرتها ، جاز له على ضرب من التجوّز .
***
ومن الغلط قولهم : التحق فلان بمدرسة كذا وشروط الالتحاق بها كذا ؛ لأن الفعل ( التحق ) لم نعثر عليه في المعجمات المعتمدة التي بين أيدينا ، وليس ( التحق ) في اللغة مطاوعا الفعل ( ألحق ) .. إنما نقول : ألحقت محمدا بعلي فلحق . والصواب أن يقال ألحقته بمدرسة كذا فلحق وشروط اللحاق بها كذا .
***
ويغلطون فيقولون : فلان يتجوّل في البلاد ، والفعل ( تجوّل ) لم نعثر عليه في اللغة ، وإنما يقال : جال فلان جولانا ووجوّل تجوالا واجتال اجتيالا وانجال انجيالا ، وكل هذه الأفعال بمعنى طوّف . فالصواب أن نختار أحد هذه الألإعال الأربعة ففيها كفاية وفيها غناء وأن يقال : فلان يجول في البلاد أو يجوّل أو يجتال أو ينجال .
***
ومن هذا النوع استعمال الفعل ( تنازل ) ، فيقولون مرة : تنازل فلان عن حقه ، ويقولون أخرى :تنازل فلان بالحضور إلى الحفلة وكان حسنا منه هذا التنازل . والفعل ( تنازل ) لا يكون إلا في نزال المتقاتلين في الحرب . يقال : تنازل الفارسان إذا نزل كل منهما في مقابلة صاحبه لقتاله ، والأولى أن يقال : نزل فلان عن حقه وتفضل فلان بالحضور . على أن التنازل عن البيع والحق قد جاء في عبارات الفقهاء ولا بأس في استعماله بهذه الصورة .
***
ومن الأغلاط الشائعة قولهم : إن الواجب يلزمني بمساعدة المعوزين . والفعل ألزم لا يتعدّىبالباء وإنما يتعدّى بنفسه ، تقول : ألزمته العمل وألزمته المال ، أي أوجبته عليه . فالصواب أن يقال : إن الواجب يلزمني مساعدة المعوزين .
***
ومن الغلط قولهم : دعّم فلان البناء بالتضعيف ، وكانت دعوى فلان مدعّمة بالدليل .والفعل المجرد ( دعَم ) متعد بنفسه وليس في حاجة إلى وسيلة أخرى ، ولم نجد الفعل (دعّم ) في المعجمات التي نرجع إليها . والصواب أن يقال : دعَم فلان البناء ودعوى مدعومة بالدليل .
***
ويستعملون الفعل ( عقّم ) مكان الفعل ( عـَقـَم ) و ( أعقم ) فيقولون مثلا : عقـّم الطبيب المبضع ، وقطن معقـّم . والأولى أن يقال : عَقـَم الطبيب المبضع و أعقمه ، وقطن معقوم أو مُعْقم .
***
ومن الأغلاط الشائعة قولهم : أنا كطبيب أقول كذا وهو كمهندس يقول كذا ، وذوق العربية يقتضي أن كاف التشبيه تدخل على غير المشبه . والصواب أن يقال : أنا طبيبا أقول كذا وهومهندسا يقول كذا .
***
ومن ذلك استعمال كلمة ( الكاد ) في التعبير عن الحصول على الشيء بمشقة ، فيقولون : استمرّ فلان يمشي طول النهار وبالكاد وصل إلى المدينة عند الغروب .وهذا التعبير بهذه الصورة لم يرد عن العرب ولا عن المولدين من بعدهم ؛ لأن ( الكاد ) مصدر من مصادر ( كاد ) التي للمقاربة ولم تستعمل العرب هذه المصادر في هذا المعنى وإنما استعملوا الفعل ، فيولون : استمرّ فلان يمشي طول النهار ولم يكد يصل إلى المدينة إلا عند الغروب .
===========
لا تنسوا الدعاء لي بالهداية والتوفيق
حسن غريب