أخطاء لغوية شائعة
1) يقولون : انسحب الفريق من المباراة
و الصواب : خرج الفريق من المباراة
يقول ابن منظور في لسان العرب : السحب : جرّ الشيء على وجه الأرض
كالثوب و غيره ..... ورجل سحبان : أي جرّاف يجرف كل ما مر به
و لم يرد في المعجم الفعل انسحب بمعنى تقهقر أو نكص أو ترك ، وذكر صاحب معجم الخطأ و الصواب : يخطّئ أسعد داغر و زهدي جار الله من يقول : انسحب الجيش بحجة عدم ورود الفعل في كلام العرب بمعنى تقهقر أو نكص
في حين أن أيد المعجم الوسيط في استعمال الكلمة بمعنى تقهقر .
2) يقولون : هذا الكتاب عديم الفائدة
و الصواب : هذا الكتاب معدوم الفائدة
جاء في معجم مقاييس اللغة : العين و الدال و الميم من أصل واحد يدل على فقدان الشيء و ذهابه ، و عدم فلان الشيء إذا فقده ، و أعدمه الله تعالى كذا ، أي أفاته ، و العديم الذي لا مال له أ.ه. و جاء في اللسان - أي لسان العرب لابن منظور - رجل عديم : لا عقل له
فالعديم هو الذي لا يملك المال و هو الفقير من أعدم أي افتقر . و قد حمل معنى هذه اللفظة من المعنى المادي إلى المعنوي .
3) يقولون : انكدر العيش
و الصواب : تكدّر العيش
جاء في جمهرة اللغة : الكدر ضد الفصو ، كدر الماء يكدر كدراً و كدوراً و كدرة ، و الماء أكدر و كَدِرَ
و من أمثالهم : خذ ما صفا و دع ما كَدِر ، انكدر النجم إذا هوى ، و كذلك انكدرت الخيل عليهم إذا لحقتهم ، و جاء في اللسان : كدر العيش فلان و تكدَّرت معيشته
4) يقولون : أحنى رأسه خجلاً ، أي عطفه
و الصواب : حنى رأسه خجلاً ، لأن معنى أحنى الأب على ابنه ، أي غمره بعطفه و حبه و اشفاقه و من قبيل المجاز نقول حَنَت المرأة على أولادها حُنُواً ، إذا لم تتزوج بعد وفاة أبيهم .
5) يقولون : حرمه من الإرث ، فيعدُّون الفعل - حرم - إلى المفعول الثاني بحرف الجر - من - و الصواب : حرمه الإرث بنصب مفعولين ، أي الفعل - حرم - يتعدى إلى مفعولين تعديا مباشراً ، و قد أجاز بعض اللغويين ( أحرمه الشيء ) أي حرمه إياه .
6) يقولون : تحرّى عن الأمر ، فيعدُّون الفعل ( تحرّى ) بحرف الجر ( عن )
و الصواب : ( تحرّى فلانٌ الأمرَ ) ، أي توخاه و طلبه ، و يقال : ( فلان حريّ بكذا ) أي خليق و جدير و حقيق و ( أحر به ) أي أجدر به .
7) يقولون : احتَضَرَ فلان في المستشفى
و الصواب : فلانٌ يحتَضِرُ في المستشفى ، لأننا نقول : ( احتُضِرَ فلان ) إذا حضره الموت .
قال تعال : (سورة النساء 18 ) [ حَتَّى إذا حَضَرَ أحَدَهُم المَوتُ قال َ إني تُبتُ الآنَ ]
يقولون : نسائم الصباح الجميلة
و الصواب : نسمات الصباح الجميلة
نسائم على وزن فعائل و مفردها نسيمة على وزن فعيلة مثلها في ذلك مثل صحيفة و طريقة ووديعة و جمعها صحائف و طرائق وودائع ، أما جمع نسمة فهو نَسَمٌ أو نسمات ، يقول ابن منظور صاحب لسان العرب :
( و نسيم الريح أولها حين تقبل بلين قبل أن تشتد ) . و يقول في موضع آخر : و النسمة الإنسان ، و الجمع نَسَمٌ و نسمات .
9) يقولون : إسهاما منها في تشجيع القدرات
و الصواب : مساهمة منها في تشجيع القدرات
إسهاما هو مصدر الفعل أسهم ، و هذه تعني كما يقول ابن فارس في مقاييس اللغة : ( أسهم الرجلان إذ اقترعا )
و ذلك من السّهمة و النصيب . و هذه تختلف عن مساهمة المشتقة من الفعل ساهم الذي يعني شارك ،فالمساهمة هي المشاركة و الإسهام يعني الاقتراع .و من هنا نلاحظ أن أية زيادة في المبني تؤدي إلى تغيير المعنى .
10) يقولون : مجوهرات فلان
و الصواب : جواهر فلان
يقول ابن سيده في لسان العرب : ( الجوهر معروف ، الواحدة جوهرة ، و الجوهر كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به ) . و الجوهر على وزن فوعَل و جمعها جواهر على وزن فواعل ، و مثلها في ذلك مثل جورب و جمعها جوارب و جوسق و جمعها جواسق . و قد وردت هذه اللفظة في صحيح مسلم : ( كنا مع فضالة بن عبيد في غزوة ، فطارت لي و لأصحابي قلادة فيها ذهب وورق و جوهر ) كتاب المسقاة ص92 .
11) يقولون : البعض
و الصواب : بعض
كثيرا ما تتردد هذه الكلمة في الاستعمال العام معرفة بأل التعريف ، و الأصح أن هذه اللفظة (بعض) معرفة لأنها كما يقول أصحاب اللغة في نية الإضافة .
و في هذا الصدد يقول الجوهر في الصحاح : ( و كل و بعض معرفتان و لم يجيء عن العرب بالألف و اللام و هو جائز ، إلا أن فيهما معنى الإضافة أضفت أو لم تضف ) .
فالجوهري يقر بأن بعض لم تجيء عن العرب بالألف و اللام .
و قد وردت كلمة (بعض) في القرآن الكريم في مواضع كثيرة و كلها جاءت مجردة من أل التعريف كقوله تعالى : ( و الله فضَّلّ بعضُكُم على بَعضٍ في الرِّزق ) . [ النحل : 71 ]
12) يقولون : تصّنت .
و الصواب : تنصّت .
هذه اللفظة كثيرة الاستعمال خاصة هذه الأيام في نشرات الأخبار و في الصحف ، و يراد بها استراق السمع ، و لو حاولنا إرجاع هذه الكلمة إلى أصلها نجد أن صاحب لسان العرب يورد كلمة (صنتيت) و يقول : ( الصنتيت) : الصنديد و هو السيد الكريم .
و الصواب : أن هذه اللفظة هي (نصت) و منها الفعل (تنصت) و معناها كما يقول ابن فارس في كتابه مقاييس اللغة : النون و الصاد و التاء كلمة وادحه تدل على السكوت و انصت لاستماع الحديث و نصت ينصت و في كتاب الله : [ و َأنصِتُوا ] .
و نصت على وزن فعل و هي مثل نشد و في حالة زيادة التاء و التضعيف تصبح ( تنصّت ) و مثلها ( تنشّد )
و الاسم منها تنصت و تنشد .