بشرى في الصف الرابع، وهي من المتفوقات في دراستها، ولكن الفضل في تفوقها يعود لتشديدي لها على الدراسة والمتابعة للواجبات، حيث إنني إذا لم أشرف على الدراسة بنفسي فإنها على استعداد لقضاء خمس ساعات على مادة واحدة وبدون تركيز.
فهي منذ الصغر تسرح وتلعب دون اكتراث للوقت، مما يجبرني على اتباع عدة أساليب مثل التشجيع وعمل لوحة في البيت أضع عليها ملصقا إذا أنهت بسرعة وإحضار الجوائز، لكن دون جدوى، مما أجبرني على اللجوء للتهديد والضرب أحيانا مما يجعلها أسرع في إنهاء الواجبات.
وهذا الوضع والبطء أمر يزعجني أنا ووالدها، كونها تبقى لساعات متأخرة حتى تستطيع إنهاء ما هو مطلوب منها، وهذا يأخذ من وقت البيت ووقت إخوتها الذي يستحقونه مني.
الرجاء منكم نصحي في اتباع طريقة لتحفيزها على الاستعجال في إنهاء الواجبات المدرسية قدر المستطاع.
amalba - الأردن
amalba - الأردن
تقول أ.منى أحمد، مستشارة بصفحة "معا نربي أبناءنا":
أختنا الفاضلة.. لمست بشكل كبير حرصك على بشرى واهتمامك بتفوقها، جعله الله في ميزان حسناتك، ولمست رغبتك الجادة في تحقيق مثل هذا الاهتمام مع إخوتها.
عزيزتي.. لتحقيق ما تحبين وتهدفين لأبنائك مهم جدا أن تفرقي بداية بين أمرين قد يختلط الأمر على الآباء في التفريق بينهما في غمرة الحب والاهتمام بأبنائهم.
فهناك فرق بين أن نهتم بأبنائنا وأن نهتم بتدريب أبنائنا على الاعتماد على أنفسهم وتنمية متعلم مسئول.
اسمحي لي أن أستعين بعبارتك، "ولكن الفضل في تفوقها يعود لتشديدي لها على الدراسة".. إن هناك فرقا كبيرا بين أن نحقق التفوق لأبنائنا وأن يحقق الابن التفوق ويشعر بالنجاح بذاته.
فلنتفق أن هناك خطأ ما في التعامل مع بشرى، فالطفل عندما يستشعر أن النجاح والمذاكرة هما ملك للآباء يقل دافعه للمذاكرة نفسها.
كذلك تعود الابنة على مكوث والدتها معها في المذاكرة ينشئ طفلا اعتماديا لا يستطيع القيام بشيء إلا بوجود الأم، ثم يترتب على ذلك عدم شعوره داخليا بالكفاءة وأنه (قادر على)، وأيضا غياب الدافع واللامبالاة.
اسمحي لي أن أقتبس منك عبارة أخرى وهي (أنها منذ الصغر تسرح وتلعب دون الاكتراث بالوقت)، ألا تتفقين معي أن لكل مرحلة خصائصها وسماتها، فليس من المعقول لطفل عنده 5 سنوات مثلا أن نقول إنه لا يكترث بالوقت؛ لأنه لا يدرك في هذه السن ماهية الوقت من الأساس، ولكن يكون الحل تدريبه حسيا على الوقت والاهتمام بالقيام بعمل ما في فترة محددة.
وبالنسبة لبطء صغيرتنا بشرى، من الممكن أن تكون سمة عندها، وهنا لا بد من تعامل خاص مع هذه السمة وتحفيزها وعدم إطلاق مسميات سلبية عليها، وإعطاء وقت كاف يتناسب مع قدراتها، ومن الممكن أن يكون هذا التصرف منها رد فعل طبيعي للاعتمادية التي تعودت عليها وأسهم في إكسابها إياها بعض ردود الأفعال غير المناسبة من قبل المحيطين بها بشكل ما.
أختنا الفاضلة.. مهم أن نتفق معا على أنه لتحقيق الإجابة عن تساؤلك الأخير لا بد من بعض الإجراءات التي تتبع مع بشرى في البداية:
تنمية الاعتماد على النفس بشكل عام:
1- لا تبادري بالقيام بأعمال تستطيع هي القيام بها وحدها.
2- مهم أن يكون لها بعض الأعمال الملزمة لها في المنزل مثل: إعداد المائدة، تنظيم حجرتها.
3- اجعليها ترى نفسها بشكل جديد، فمثلا اطلبي منها القيام ببعض المسئوليات لترى نفسها قادرة على القيام بأمور جديدة.
4- استخدمي عبارات محفزة مثل: "أنا أعلم تماما أنك تستطيعين القيام بهذا"، "أنا كنت متأكدة بالفعل أنك ستنجحين في هذا".
5- الابتعاد عن العبارات السلبية مثل: "أنا كنت عارفة إنك مش هتعرفي تعملي ده"، "هيا نرى ستعرفين أم لا".
6- مهم أيضا الابتعاد عن العبارات السلبية الخاصة بالأم نفسها لتقديم قدوة إيجابية، مثل أن تقول الأم: "ورائي أعمال كثيرة.. أعتقد أني لن أستطيع أن أفرغ منها"، واستبدال تعليقات إيجابية بها مثل: "لدي أعمال كثيرة مهم أن أرتبها وإن شاء الله سأنجزها في وقت مناسب".
لتنمية متعلم مسئول:
لكي تنمي عند بشرى أن تكون متعلما مسئولا أنصحك بالآتي:
1- اسحبي نفسك منها تدريجيا.
2- قومي بتدريبها على كيفية استذكار المواد الدراسية.
3- اجعلي لها هدفا في الحياة، ثم اربطيه بالمذاكرة لتحفزيها على القيام بها، وأن المذاكرة هي وسيلة لتحقيق هذا الهدف.
4- مهم جدا أن يتخلل فترة مذاكرتها فترات راحة، فقد أثبتت بعض الدراسات أن أكثر وقت للانتباه والتركيز هو بداية ونهاية كل فترة مذاكرة، فمهم أن يكون بين فترات المذاكرة فترات للراحة.
5- لا تقومي بعمل يخص مذاكرتها تستطيع هي القيام به، مثل تحضير كتبها للمذاكرة أو عمل جدول مذاكرة، ولكن قومي بتدريبها على القيام بذلك بمفردها.
6- ركزي على المجهود الذي قامت به بالفعل، وليس ما تتوقعينه وتتمنينه منها، فإذا قل الوقت المستغرق في استذكار مادة معينة عن وقت مضى فاشكريها وأثني على ذلك.
7- أثني عليها ثناء يصف سلوكها لتشعر أنها فعلت وأُثيبت على فعلها لتكون مفهوما جديدا عن ذاتها مثل: "أنت هايلة.. قدرتي تفرغي من مذاكرة المادة في وقت أقل كثيرا من الأمس".
8- حاولي ربط ما تتعلمه بالمواقف الحياتية؛ فهذا يجعلها تحب المادة وتقدم على استذكارها، مثل: الحساب باستخدامها في الحسابات اليومية الخاصة بمصروف المنزل، والعلوم بالقيام ببعض التجارب العملية معها بالمنزل، ومن خلال البحث على الإنترنت عن المعلومات، وبالقيام بالأنشطة الخاصة بالمواد التي تدرسها.
للتعامل مع مشكلة بطئها وتحفيزها للإسراع في مذاكرتها:
1- من الخطأ وصفها بأنها بطيئة لأن ذلك يجعلها تتمثل هذه الصفة في سلوكها.
2- مهم تدريبها على القيام بأعمال في أوقات محددة، وليكن ذلك بداية في صورة ألعاب معها، مثل أن تقوم بتلوين رسم في وقت محدد، مع إثابتها وإدخال روح المرح على الأمر كله فيبدو في صورة لعب ظريف.
3- تنظيم وقتها وتدريبها على ذلك وتحديد وقت لكل مادة تتخلله فترات راحة محفزة لها (مثل رؤية كارتون محبب لها).
4- التشجيع والتنويه المستمر طوال كل فترة من فترات المذاكرة وتحفيزها للانتهاء.
5- استخدام عبارات مشجعة مثل: "أنا أعلم أنك تستطيعين الانتهاء من مذاكرتك في الوقت المناسب".
6- مهم أن تُدرب على التخلي عن العبارات السلبية مثل: "مش هعرف أذاكر إلا وأنت جانبي يا ماما"، وذلك بالاتفاق معها على التخلي عن هذه العبارات، وشرح كيف أن مثل هذه العبارات يسجلها العقل وتؤثر في سلوكها، وعليها استبدال عبارات محفزة للنفس بها، وممكن أن تقوم بتسجيل كل مرة تقول فيها عبارات سلبية وكل مرة تقول فيها عبارات إيجابية لنفسها، وتضعين صورة معبرة عن التحفيز والتثبيط عند كل منهما، ثم تطلبين منها أن تحاول كل يوم أن تقلل من العبارات السلبية وتكثر من العبارات الإيجابية، وتلاحظ سلوكها عندما تفعل ذلك.
7- جميل منك استخدام جدول التعزيز، وممكن استبدال فازة جميلة به تضع فيها وردة عند انتهائها من الجزء المطلوب منها، ولكن مهم أن يأتي جدول التحفيز هذا بعدما اتفقنا عليه من ممارسات لا بد من القيام بها معها.
8- مهم أيضا أن تجزأ المذاكرة لأجزاء محددة، ولا يطلب منها أن تقوم بمذاكرتها كلها بسرعة بشكل عام، وعند الإثابة مهم أن تتم بعد الانتهاء من كل جزء على حدة.
أختنا الفاضلة.. نرجو من الله سبحانه وتعالى أن نكون وفقنا في الإجابة عن تساؤلك، بارك الله لك في أبنائك وأقر عينك ببرهم وتفوقهم، وجعل مجهودك معهم في ميزان حسناتك إن شاء الله، ويسعدنا دائما التواصل معك.
منـــــــقـــــول
منـــــــقـــــول
حسن غريب
لا تنسوا الدعء لي بالهداية والتوفيق