-" لقـــــــــــاء "
- سلام يا حبيبتي ... لا إله إلا الله... مع السلامة وضع التليفون بعد ذلك أمامه....وسط مجموعة من الأوراق، وعلبة المناديل الفارغة سوى منديل واحد..منذ ساعات عدة وهو ينظر في ساعته .... كان ينتظر تلك المكالمة ... كان مشتاق إليها ....ولا زال
...عاود النظر في كتابه .... في قصيدة بين يديه بعنوان : " أحلام الموتى " منذ يوم وهو يقرأ فيها...منذ يوم وهو حائر في الأسئلة : ماذا لو مات ...هل سيصبح حلما قد غدا ؟! هل ستظل محبوبته على الوفاء له ؟! أم ستنساه بمرور الأيام !!!!
سرح ...ذهب بعيدا ....أراح ظهره على الكرسي .. ووضع يديه متشابكة خلف رأسه.... عيناه منصبتان على صفحات الكتاب ... دون حراك ..
- .إيه يا حسن .. اللي واخد عقلك...لكنه لم ينتبه ... عاود محمود تنبيهه ثانية ليعود إلى المذاكرة .....إلا أنه قام وتمدد على السرير ...أخذ يحلم
جرس التليفون .. قام مسرعا وقد انحبست أنفاسه.... -أوه ....لم تكن هيعاود التمدد على السرير... عاود الأحلام .. عيناه تجاه السقف ، وعينا صديقه عاودت النظر إلى الكتاب
* وسط زحام الأفكار ، وتراكم الخواطر ، وصراع الزمان ...تاه عقله الصغير المحمل بأتربة الماضي في مستقبل أكثر إشراقا .... هو امتداد تلك الأيام...يحمل زياد على يمينه ، وفى اليسرى يمسك بزينب وبجاد
تتعلق محبوبته في يده وهو يمشي بهدوء ؛ خوفا على مولودهما المنتظر .
جرس التليفون .. يقف .. يكاد قلبه يسبق خطاه نحو الهاتف ..
-أوه ... لم تكن هي ..هذا التليفون اللعين يخرجني من أجمل لحظاتي ...لا ...لن أغلقه ؛ فلربما تتصل بي ...كم أشتاق إليها..
يا إلهي الساعة الثامنة وخمسون دقيقة .. وهي ستكون هناك في التاسعة ...هرول مسرعا تجاه الباب.... دفع عامل النظافة حتي يبتعد عن طريقه ..نزل السلالم مسرعا ...الوجوه جميعها منصبة إليه ...
- هل حدث مكروه ؟!..
- لكنه لم يرد على أحد .... -أوه .. الشارع مليء بالسيارات ..
ودون مبالاة مر مسرعا ...
–" يا حمار " وقال سائق آخر " ‘يه يا عم هي الدنيا طارت ؟!" ومسرعا دخل الجامعة
_" الكارنيه يا كابتن .. الكارنيه "... ولكنه لم يبال .. وزاد من سرعته - : "إنها الثامنة وثمان وخمسون دقيقة ".. زاد من سرعته أخذت كتفه تدفع كل من يقترب منها ... ها أنا قد وصلت .. تنفس الصعداء
- حبيبتي ... تلتفت إليه كاشفة عن بسمة رقيقة من فمها اللؤلؤي البسيط ..اقترب منها ..لم يفصل بينهما سوى طبقة رقيقة من الهواء ...هدوء سوى حديث القلوب الفاضح واحتضان الأيدي .. عيناها في عينيه .. تاه الكلام ..ترتعش الأقدام ..وفجأة
- آه ...إيه دا ؟ أنت حمار ؟! انت بتهرج والله يا محمود
- لازم يعني أرش عليك بالميّة علشان تفوق ؟ ذاكر يا خويا ...ذاكر
عاد ثانية إلى الكتاب ....إلى أحلام الموتى ... لكم كان جميلا .... ذلك اللقاء .
مع تحياتي المؤلف أ/ حسن غريب ....
ملحوظة
جميع أعمال المؤلف محفوظة تحت رقم 16751446
ولا يحق نقل أى عمل إلا بالرجوع للمؤلف شخصيا
عدل سابقا من قبل أ / حسن غريب في الجمعة 30 أبريل 2010 - 12:11 عدل 2 مرات