السلام عليكم ، هذه إحدى مؤلفاتي التي أعتز بها كثيرا ؛ ربما لأنها عبرت عن داخل شخصين حميمين إلى بعضهما ، كان أحدهما صديقي ( عبد الباري )كرّمه الله ، وهذه القصة مهداة إليه منذ أن كتبتها بناء على رغبته
المطر غزير خارج النافذة .... السماء مُلَبَّدة بالغيوم....... الهواء شديدٌ يهتز معه مصباح العنبر...
فيتراقص الضوء رقصات حزينة ، كرقص المترنح وقت صعود الروح.- هلال: كيف حالك يا صديقي ؟ ألا تفق ؟
لكنه ينظر كالعادة دون إجابة . فيعاود هلال الكلام :
- ألم تكتفي من الحزن ؟! ألم تنسيك جلسات الكهرباء آهاتك ؟!!
- يعتدل صديقه بهدوء ... فيقول .: وهل أنستك جراحك ؟! هل عالجت الأدواء قلبك ؟؟
يصمت هلال كأن السؤال وقع على نَفَسِهِ قبل أن يقع على مسامعه .لكنه يحاول أن يستجمع قواه، فيقول بحنجرة متقطعة، والدموع تملأ عينيه :
- أنا لا أنكر ... أنا لا .... ثم يُعاود الصمت ، وبعد أن يمسح دمعه يقول : يجب أن ننسى لكي نعيش .
- كيف ننسى ؟! كيف ! بجلسات الكهرباء !! أم بدواءٍ مُرٍّ وإبر مُخدرة !!
ثم يضحك ضحكة خفيفة كأنه يستهزيء من شيءٍ ما ثم يقول : أم بالأفيون الذي تخفيه تحت سروالك ؟!! ويسكت لحظة ... ثم يعاود الكلام وعينيه ممتدتان إلى السماء : النسيان ليس هو العلاج يا صديقي ...النسيان هو الموت .... ثم كيف أنسى !! كيف أنسى زهرتي !! ربيع حياتي ... من كانت لي دُرّة تنير أمامي طريق الأمل ، وتحيي في النفس الغد المترنح.. يسكت لحظة .ثم يعاود : كنت أرى في عينيها ما لا يقدر لسان على حمله .... كنت أرى النور .... يشق طريق الحب الهاديء وسط ظلام الأيام . يعاود السكوت وكأنه يفكر في حديث مضى .، ثم يقول والدموع تنهمر بشدة هذه المرة : أراها في حلمي وفي يقظتي ...تمد لي يدها وسط الورود
- أنظري إلى هذه الوردة ... كم هي جميلة!!
- خذ هذه أنها لك .
- سأحتفظ بها طوال العمر .
- لن تعيش .
- ربما ... لكن رائحتها لن تموت .... ثم يقول وهو يمسك بتاج من الورد : دعيني أضع هذا التاج على رأسِك ؟.
- إنه رائع ... كيف صنعته ؟!!
- بالورد ... نستطيع أن نبني كل ما نريد ... ما دامت الحياة.
- حتى في الخريف ؟!!
- لن يُغادر الربيع حياتنا ... لن يعرف الوداع ..
ثم تتملكه حالة هيستيرية ... فيقول وهو يصرخ: لن يعرف الوداع ... لن يعرف الوداع .
وبحقنة مُخدرة حاول الأطباء تهدئته ... المطر يشتد .. ينير ضوء البرق الخاطف السماء المُلّبدة بالغيوم ... وعلى ميكنة الجلسة الكهربائية ينبثق من زجاج الشباك شعاع من نور الحب الخالص ... تمد له يدها.
- إني أنتظرك .
- إني قادم إليكِ يا حبيبتي .
- لا تتأخر .
- قادم إليكِ يا حبيبتي .
يشتد المطر ... شعاع البرق يشق حجاب السحاب ... يهتز مصباح الغرفة بشدة ... تنقطع الأنوار ..... يتعانق البرقان وسط السماء ..... تتلألأ النجوم كأنها تتراقص للقاء آخر ... وسط السماء ..... لزفاف لم يتم .
تحياتي :المؤلف
أ/ حسن غريب ...
ملحوظة
جميع أعمال المؤلف محفوظة تحت رقم 16751446
ولا يحق نقل أى عمل إلا بالرجوع للمؤلف شخصيا
وداع في الربيع
المطر غزير خارج النافذة .... السماء مُلَبَّدة بالغيوم....... الهواء شديدٌ يهتز معه مصباح العنبر...
فيتراقص الضوء رقصات حزينة ، كرقص المترنح وقت صعود الروح.- هلال: كيف حالك يا صديقي ؟ ألا تفق ؟
لكنه ينظر كالعادة دون إجابة . فيعاود هلال الكلام :
- ألم تكتفي من الحزن ؟! ألم تنسيك جلسات الكهرباء آهاتك ؟!!
- يعتدل صديقه بهدوء ... فيقول .: وهل أنستك جراحك ؟! هل عالجت الأدواء قلبك ؟؟
يصمت هلال كأن السؤال وقع على نَفَسِهِ قبل أن يقع على مسامعه .لكنه يحاول أن يستجمع قواه، فيقول بحنجرة متقطعة، والدموع تملأ عينيه :
- أنا لا أنكر ... أنا لا .... ثم يُعاود الصمت ، وبعد أن يمسح دمعه يقول : يجب أن ننسى لكي نعيش .
- كيف ننسى ؟! كيف ! بجلسات الكهرباء !! أم بدواءٍ مُرٍّ وإبر مُخدرة !!
ثم يضحك ضحكة خفيفة كأنه يستهزيء من شيءٍ ما ثم يقول : أم بالأفيون الذي تخفيه تحت سروالك ؟!! ويسكت لحظة ... ثم يعاود الكلام وعينيه ممتدتان إلى السماء : النسيان ليس هو العلاج يا صديقي ...النسيان هو الموت .... ثم كيف أنسى !! كيف أنسى زهرتي !! ربيع حياتي ... من كانت لي دُرّة تنير أمامي طريق الأمل ، وتحيي في النفس الغد المترنح.. يسكت لحظة .ثم يعاود : كنت أرى في عينيها ما لا يقدر لسان على حمله .... كنت أرى النور .... يشق طريق الحب الهاديء وسط ظلام الأيام . يعاود السكوت وكأنه يفكر في حديث مضى .، ثم يقول والدموع تنهمر بشدة هذه المرة : أراها في حلمي وفي يقظتي ...تمد لي يدها وسط الورود
- أنظري إلى هذه الوردة ... كم هي جميلة!!
- خذ هذه أنها لك .
- سأحتفظ بها طوال العمر .
- لن تعيش .
- ربما ... لكن رائحتها لن تموت .... ثم يقول وهو يمسك بتاج من الورد : دعيني أضع هذا التاج على رأسِك ؟.
- إنه رائع ... كيف صنعته ؟!!
- بالورد ... نستطيع أن نبني كل ما نريد ... ما دامت الحياة.
- حتى في الخريف ؟!!
- لن يُغادر الربيع حياتنا ... لن يعرف الوداع ..
ثم تتملكه حالة هيستيرية ... فيقول وهو يصرخ: لن يعرف الوداع ... لن يعرف الوداع .
وبحقنة مُخدرة حاول الأطباء تهدئته ... المطر يشتد .. ينير ضوء البرق الخاطف السماء المُلّبدة بالغيوم ... وعلى ميكنة الجلسة الكهربائية ينبثق من زجاج الشباك شعاع من نور الحب الخالص ... تمد له يدها.
- إني أنتظرك .
- إني قادم إليكِ يا حبيبتي .
- لا تتأخر .
- قادم إليكِ يا حبيبتي .
يشتد المطر ... شعاع البرق يشق حجاب السحاب ... يهتز مصباح الغرفة بشدة ... تنقطع الأنوار ..... يتعانق البرقان وسط السماء ..... تتلألأ النجوم كأنها تتراقص للقاء آخر ... وسط السماء ..... لزفاف لم يتم .
تحياتي :المؤلف
أ/ حسن غريب ...
ملحوظة
جميع أعمال المؤلف محفوظة تحت رقم 16751446
ولا يحق نقل أى عمل إلا بالرجوع للمؤلف شخصيا